منتديات نور فاطمة عليها السلام - منتدى نسائي للمرأة فقط - بقلمي: صور مصائب الطف تتجسد في مصائب الزهراء

مصيبة تزلزل لها العرش وضجت لها ملائكة السماء... ذبيح في ارض كربلاء تبكي له حتى الوحوش في الفلوات... يعجز القلم والشعور عن وصف تلك المصيبة التي احتوت في كل لحظة من لحظاتها على مصيبة اخرى وعلى ألم وحسرة ولوعة... وبين طيات هذه المصيبة تجمعت مئات الصور... صور الالم والعذاب صور لم نرى اقسى منها بل لم نراها الا في واقعة كربلاء.. ولكن... هناك مكان اخر تجسدت به هذه الصور بنفس الالم ونفس اللوعة.. مكان واحد غير كربلاء كان يحوي هذه الالام .. فأين هو؟؟؟
تلك الصور تجسدت في بيت الرسالة ومهبط الوحي والملائكة بيت من بيوت الله التي اذن فيها ان يرفع اسمه... في منزل كانت انواره تضيء ليالي الدجى وهي ساجدة راكعة مسبحة حامدة شاكرة داعية... حيث ترتفع اصوات المناجاة وتلاوة القرآن المصحوبة بالعبرات...
انا على يقين بأن قلوبكم قد رفت على بيت البتول... اجل.. هو هذا المكان الذي شهد نفس المصائب... فلنستجمع تلك الصور امام ناظرينا...

في كربلاء اطفال صغار امتلأت قلوبهم بالرعب وتناثرت مدامعهم كأنها اللؤلؤ.... قبل سنوات كان هناك نفس المشهد... اجل فقد كان في بيت البتول اربع اطفال يحيطون بأمهم الجليلة وهي تعاني ألمها ويسمعون صرخاتها

واكفة الحرة العقيلة بالدموع تعاين امها
تنظر الزهرة إعصروها ومابيهم احد رحمها
حضنت حسين اخوها والحسن ركضت تضمه
وتنادي للولي حيدر يبوية احضر الزهرة

نساء خرجن بين ارجاس امية من غير مقانع يسترن وجوههن بأكمامهن وتعلو منهن تلك الصرخات "اين انت يا ابن امي" "اين انت يا والدي" و وقفت قلعة الصبر في مجلس اولاد الطلقاء تخطب في اشباه الرجال الذين انعدمت منهم الغيرة والحمية بأبلغ لسان حتى ابكت اعدائها

بلا مقنعة خوية من العدو فريت
وبدمعتي الك للمشرعة تعنيت
عسني يخوية لا وصلت لاجيت
ولا شفتك يخوية مكَـطع اوصال

.... قبل ان يتسترن بنات الرسالة بأكمامهن تسترت منبع العفة والطهارة بباب دارها

لدار الرسالة من لفوا الاصحاب
الزهرة للستر لاذت وره الباب
عصروها والصدر ياويلي انصاب
وعلى العتبة غدت تجري دماها

وقبل خروج هؤلاء النساء بين رجال امية خرجت امهم الزهراء بين رجال ادعوا صحبة رسول الله باكية تقوم تارة وتقع اخرى من شدة الالم منادية "خلوا عن ابن عمي" "اين انت يا ابي يا رسول الله" وقبل زينب وقفت الزهراء في المسجد لتخطب بخطبتها الفدكية البلاغية الرائعة وتبكي عيون من يعاديها ويضمر لها الحقد في قلبه وهي تتنهد عند جلوسها

احرقت خيام الحسين في يوم العاشر وخرجن النساء يفرن من خيمة الى اخرى وهن يصرخن من سياط امية التي راحت تلاحقهن حتى اسودت متونهن من الضرب

حركَـوا خيمتي واحتارت النسوان
وفرن من لهيب النار للميدان
جا وينه كفيلي وكَـمر عدنان
ناديته وما حضر يجمعلي اطفالي

... بنفس النار احرق باب فاطمة الزهراء واسودت متونها من الضرب بسوط اشقياء القوم حتى بدت اثار الضرب كأنها الدملج

ضربوني يبوية من لفوا للدار
واباب داري ترى شبوا النار
وعصروني وبصدري نبتوا بسمار
ودمومي على الارض ضلت جرية

طفل صغير لم يتزود من وجه امه وحنانها الا لست اشهر لتمتد اليه ايدي الحقد في حجر ابيه وتصيب نحره بسهم مسموم فيحتضنه والده آخذا بدمه ليرمي به الى السماء قربانا لله تعالى .. هذا هو طفل الحسين الذي هزته امه بالمهد ليالي وناغته بصوتها وضمته الى صدرها ليعود اليها بعد ذلك محزوز النحر من الوريد الى الوريد

يعبدالله ييمة ياسلوة الروح
يوسفة يالمدلل ترد مذبوح
ييمة هلال عمرك مالحكَ يلوح
ولنها تلوح الك اسهام المنية

..... هناك في بيت الزهراء قتل طفل لم يبصر نور الحياة بعد ، امتدت له ايديهم وهو في جوف امه لا في حجرها لتحتضنه عتبة الدار وهو يسمع صرخات امه "وا ابـتـــــاه وا رســول الله... وا ولــــــداه وامحســـــــناه" طفل لم يضع خده الناعم على وسادة ولم يعرف هزة المهد ولم يحتضنه ابيه وحتى لم يرى وجه امه .. تقطعت اوصاله بمسمار اخترق جسد امه لينتشله من بين اوصالها وروحها ولحمها ودمها

سكَط محسن يفضة عجلي لية
شيليه لا ينظره حماي الحمية

عزيزة الحسين (سكينة) لا زالت في ربيع شبابها وهي ترى مصائب ابيها وعمومتها واخوتها فتخرج باكية صارخة "وا ابتـــاه وا حســـــيناه" وسيوط القوم تضرب متنها

انا سكنة يبوية رد علية
ترضاها شلون امشي سبية
عدوك يالولي مارحم بية
بسوطه وانه عندك ضربني

... في نفس ذلك العمر رأت جدتها الزهراء المصائب والالم وتفجرت مقلها بدل الدموع بالدم .. في نفس ذلك العمر الزهراء بين الباب والحائط "وا ابتـــاه .. وا رســـول الله" وكما ضربت بنت الحسين سياط القوم ركلت الزهراء حتى سقطت واسقطت محسنها

كَومك يبوية مارعوني
تراهم بعد عينك ولوني
ضربوني يبوية وسكَـطوني
وباب الدار يابوية شهد لية

سلبت اقراط بنات الرسالة في كربلاء و خرمت آذانهن لتسيل الدماء على اكتافهن ممتزجة بدموع الالم وصرخات اللوعة... قبلهن تناثرت اقراط الزهراء على الارض من شدة الضربة التي وجهها لها الرجس لتصرخ من لوعتها وألمها

تسيل عله الارض منها الدموم
واقراطها تنثرت من ضربة الكَوم
ومحسنها سكَـط وما تكَدر تكوم
ولاتكَدر تنادي عله حماي الحمية

منعن بنات الحسين من البكاء على الحسين وهن بين اعدائه بعيدات عن ديار الاهل

نون عليك خوية ونخفي الاصوات
نخاف من العدو يبن امي والشمات

... وقبلهن منعت الزهراء من البكاء على ابيها وهي في مدينته بين من كان يدعي صحبته وحبه منعت من البكاء عليه وهي في دارها ليس لها من يسلي دموعها الا الجدران والحمامات البيضاء التي كانت تحن وتأن معها حتى اخرجوها من المدينة قسرا

دمعتي يبو القاسم حرموها
وعبرتي والله بصدري كسروها
نسوا قولك الزهرة ام ابوها
ونسوا يالوالد شوصيت بية

كسرت اضلع الحسين بحوافر خيولهم وهو على ارض كربلاء و زينب تسمع صوت تكسر اضلعابن امها

من شفت جثتك بخيلهم يسحكَوها
سمعت صوت ضلوعك كسروها
ورفعوا رماحهم يخوية حيل علوها
ولان راسك مثل بدر الدجى يلوح

... قبل تلك الاضلع الزاكية كسر ضلع فاطمة بمسمار بابها وهي تعاني عصرة الباب والحائط لترى زينب الدم يتفجر من صدر امها كأنه عين تنبع ومع كل قطرة دم نبعت من صدرها نبعت اسرار الرسالة والطهارة

بالمسمار بوية انكسر ضلعي
ومحد رحمني ولا رحم وضعي
على الوجنه يبوية يسيل دمعي
واصيح بصوت جا وين الوصية

اطفأ السهم عين الجود في كربلاء وجاء الحسين ليرى ذلك السهم في عين اخيه ويعيش معه المه ويأخذ بثأره ممن اصاب عضيده
يوسفه السهم من صوب العباس
طفه عيونه الجانت عله اخته حراس
ويوســــفة بالعمد يتوصب الراس
ومشت اخته العقيلة وياهم سبية

.... قبل تلك العين الطاهرة احمرت عين الزهراء من السطرة ولم يرى احد فقد بقيت تخفيها عن امير المؤمنين خوفا ان يسل سيفه ليأخذ بثأرها فيضيع دين ابيها

من السطرة يبوية احمرت العين
وانا اخفيها بحذر عن والد الحسنين

غلت يدي السجاد وقيدوه وجروه من مكان الى اخر وهو يرى عماته مقيدات مسبيات يحاولن اخفاء لوعتهن عنه لئلا يزدن آلمه وراحن يتصبرن على مصابهن بذكر الله

حفــــــاة اقدام مشوهن سبيات
ودموع العين عالوجنة جريات
وعلي السجاد عليهن كَلبه فتات
وعمته تصبره وتخفي العبرة

... قبل ابن الحسين قيدوا ابا الحسن والحسين وصي الله وابن عم رسوله وحبيبه واقتادوه بحمائل سيفه وهو يرى زهرة ايامه تدير بناظريها اليه ولسانها يريد ان ينادي بأسمه ليخلصها من القوم فتتذكر ان حاميها مقيد بوصية رسول الله وحبيبه فتتصبر بذكر الله ومناجاته

يالهادي وصيك بالغصب جروه
ومن حقه بالخلافة بالغدر منعوه
يدير العين للزهرة وهم سحبوه
وينادي بصوت يابنت النبي صبري

على رمال ارض كربلاء بقي جسد الحسين من غير غسل ولا دفن ... ثلاث ايام وهو على تلك الحال ليدفن بعدها من دون ان يشيع نعشه وهو بعيدا عن اهله

على ذاري الترب والينا مطروح
غسله دم منحره ونزف الجروح
وينه الذي لأرض المدينة يروح
يخبر اهله والعشيرة تجي تدفنه

... غسلت الزهراء سرا ودفنت سرا وشيعت سرا في ليل مظلم وسكون وهدوء حمل نعشها من دون ان يسير خلف جنازتها احد وهي في مدينة ابيها

بليل اظلم نعشها يندفن وسفة
وكَـلب الولي عليها ما وكَف نزفه
يصد لاطفاله ويشوف الحالة كلفه
ويناجي الله يعينه بهذا المصاب

وبعد كل هذه الصور ....اصبح للحسين قبرا ومزارا تسطع انواره في سماء كربلاء تطوف به الملائكة ومحبيه وتسير له الاقدام ألاف الاميال وتقطع المساحات الشاسعة لتصل اليه وتتعلق به القلوب واصبحت له قبة جعل الله الدعاء فيها مستجابا واصبحت تربته شفاء لكل الامراض... وبقيت الزهراء مخفية القبر لا نور عند قبرها الا انوار ملائكة ربي التي تزور قبر الزهراء مع ولدهاالمنتظر... وسيبقى قبرها مخفي عن محبيها الى ان يسل سيف الحق بيد القائم المنتظر

اللهم اجعلنا من انصار وليك الحجة ابن الحسن وارزقنا معه زيارة قبر بنت نبيك

يـــــــــــارب الزهـــــــراء
بحق حبيبـتك الزهـــــــراء
اشف صــدر الزهـــــــراء
بــظــهــــــــور الحـجـــــة........ يـــــــــالله